سلسة قصائد الشاعر الكبير" عبدالله البردوني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلسة قصائد الشاعر الكبير" عبدالله البردوني
الكل منا يعرف الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني ، ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م . ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح يقول :
هدني السجن وأدمى القيد ســاقي فتعاييت بجرحي ووثــــــــاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر مــــــا لاقيت في رحلة التيه وما سوف ألاقـــي
سوف يفنى كل قيد وقـــــــــوى كل سفاح وعطر الجرح باقي
. له عشرة دواوين شعرية...
لذا أحببت أن أخص هذا الموضوع لهذا الشاعر ، وأن أنقل معظم قصائدة إلى هنا
وأيضاً سأطبق نفس الشيء لشعراء أخرين كبار .
سأبدأ بوضع قصيدة على فترات معينة ،
وستكون القصيدة الأولى هي:
أبو تمام وعروبة اليوم
عبد الله البردوني
ما أصدق السيف! إن لم ينضـه الكـذب =وأكذب السيف إن لم يصـدق الغضـب
بيض الصفائح أهـدى حيـن تحملهـاأيـد= إذا غلبـت يعلـو بهـا الغـلـب
وأقبح النصر... نصـر الأقويـاء بـلا=فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
أدهى من الجهـل علـم يطمئـن إلـى=أنصاف ناس طغوا بالعلـم واغتصبـوا
قالوا: هم البشر الأرقـى ومـا أكلـوا=شيئاً.. كما أكلـوا الإنسـان أو شربـوا
ماذا جرى... يـا أبـا تمـام تسألنـي؟=عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبـب
يدمـي السـؤال حيـاءً حيـن نسألـه=كيف احتفت بالعدى (حيفـا) أو النقـب)
من ذا يلبـي؟ أمـا إصـرار معتصـم؟=كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبـوا
اليوم عـادت علـوج (الـروم) فاتحـة=وموطـنُ العَـرَبِ المسلـوب والسلـب
ماذا فعلنـا؟ غضبنـا كالرجـال ولـم =نصدُق.. وقد صـدق التنجيـم والكتـب
فأطفـأت شهـب (الميـراج) أنجمـنـا=وشمسنـا... وتحـدى نارهـا الحطـب
وقاتلـت دوننـا الأبــواق صـامـدة=أما الرجـال فماتـوا... ثَـمّ أو هربـوا
حكامنـا إن تصـدوا للحمـى اقتحمـوا=وإن تصدى لـه المستعمـر انسحبـوا
هم يفرشـون لجيـش الغـزو أعينهـم=ويدعـون وثوبـاً قـبـل أن يثـبـوا
الحاكمـون و»واشنطـن« حكومتهـم=واللامعون.. ومـا شعّـوا ولا غربـوا
القاتلـون نبـوغ الشـعـب ترضـيـةً=للمعتديـن ومـا أجدتـهـم الـقُـرَب
لهم شمـوخ (المثنـى) ظاهـراً ولهـم=هوىً إلى »بابـك الخرمـي« ينتسـب
ماذا ترى يا (أبـا تمـام) هـل كذبـت =أحسابنا؟ أو تناسـى عرقـه الذهـب؟
عروبـة اليـوم أخـرى لا ينـم علـى=وجودهـا اسـم ولا لـون.ولا لـقـب
تسعـون ألفـاً (لعمـوريـة) اتـقـدوا=وللمنجـم قـالـوا: إنـنـا الشـهـب
قبل: انتظار قطاف الكرم مـا انتظـرو=انضـج العناقيـد لكـن قبلهـا التهبـوا
واليوم تسعـون مليونـاً ومـا بلغـوا=نضجاً وقـد عصـر الزيتـون والعنـب
تنسى الرؤوس العوالـي نـار نخوتهـا=إذا امتطاهـا إلـى أسـيـاده الـذئـب
(حبيب) وافيت مـن صنعـاء يحملنـي=نسر وخلف ضلوعـي يلهـث العـرب
ماذا أحـدث عـن صنعـاء يـا أبتـي؟=مليحـة عاشقاهـا: السـل والجـرب
ماتـت بصنـدوق »وضاح«بـلا ثمـن =ولم يمت في حشاها العشـق والطـرب
كانت تراقـب صبـح البعـث فانبعثـت =في الحلم ثـم ارتمـت تغفـو وترتقـب
لكنها رغم بخـل الغيـث مـا برحـت =حبلى وفي بطنها (قحطـان) أو(كـرب)
وفـي أسـى مقلتيهـا يغتلـي (يمـن) = ثان كحلـم الصبـا... ينـأى ويقتـرب
»حبيب« تسأل عن حالي وكيـف أنـا؟ = شبابـة فـي شفـاه الريـح تنتـحـب
كانت بلادك (رحـلاً)، ظهـر (ناجيـة) = أمـا بـلادي فـلا ظهـر ولا غـبـب
أرعيـت كـل جديـب لحـم راحـلـة = كانت رعته ومـاء الـروض ينسكـب
ورحت من سفـر مضـن إلـى سفـر= أضنـى لأن طريـق الراحـة التـعـب
لكن أنا راحـل فـي غيـر مـا سفـر = رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطـب
إذا امتطيـت ركابـاً للـنـوى فـأنـا = في داخلي... أمتطـي نـاري واغتـرب
قبري ومأسـاة ميـلادي علـى كتفـي = وحولـي العـدم المنفـوخ والصخـب
»حبيب« هـذا صـداك اليـوم أنشـده = لكـن لمـاذا تـرى وجهـي وتكتئـب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغـري؟= ىإني ولـدت عجـوزاً.. كيـف تعتجـب؟
واليـوم أذوي وطيـش الفـن يعزفنـي = والأربعـون علـى خــدّي تلتـهـب
كـذا إذا ابيـض إينـاع الحيـاة علـى = وجـه الأديـب أضـاء الفكـر والأدب
وأنت من شبت قبـل الأربعيـن علـى = نـار (الحماسـة) تجلوهـا وتنتـخـب
وتجتـدي كـل لـص متـرف هـبـة = وأنت تعطيه شعـراً فـوق مـا يهـب
شرّقت غرّبت مـن (والٍ) إلـى (ملـك) = يحثـك الفقـر... أو يقتـادك الطـلـب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفـأت = فيـك الأمانـي ولـم يشبـع لهـا أرب
لكـن مـوت المجيـد الـفـذ يـبـدأه = ولادة مـن صباهـا ترضـع الحـقـب
»حبيب« مـازال فـي عينيـك أسئلـة = تبـدو... وتنسـى حكاياهـا فتنتـقـب
وماتـزال بحلـقـي ألــف مبكـيـةٍ = من رهبة البـوح تستحيـي وتضطـرب
يكفيـك أن عدانـا أهــدروا دمـنـا = ونحـن مـن دمنـا نحسـو ونحتلـب
سحائـب الغـزو تشوينـا وتحجبـنـا = يوماً ستحبل مـن إرعادنـا السحـب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تمـام« بارقـنـا = (إن السمـاء ترجـى حيـن تحتجـب)
لؤي القرشي- مساعد فني
- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 29/04/2009
رد: سلسة قصائد الشاعر الكبير" عبدالله البردوني
شكرا للاخ لؤي على هذه القصائد الرائعة ننتظر منك المزيد وكل ماهو جديد
الحكيم اليماني- مساعد فني
- عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 01/09/2009
مواضيع مماثلة
» الشاعر الدنينيش
» وفاة / عبدالله بن محمد بن سعيد بن مندل
» الشاعر علي بن عقيل باحاج
» مقتطفات من الشاعر احمدبن طالب
» وفاة / عبدالله بن محمد بن سعيد بن مندل
» الشاعر علي بن عقيل باحاج
» مقتطفات من الشاعر احمدبن طالب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى