منهج الدعوة والحسبة بين أهل السنة وأهل البدعة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
منهج الدعوة والحسبة بين أهل السنة وأهل البدعة
سئل فضيلة الشيخ صالح بن غصون - رحمه الله- هذه الأسئلة وأجاب عليها بما يأتي :
في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة ، وإنكار المنكر ، ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات ، وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي .
أ- نرجو بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة .
ب- نرجو توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال ، ومن يقول بها ويدعو إليها .
الجواب: الحمد لله ، معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله - " عز وجل- ، ولكن الله- جل وعلا- قال في محكم كتابه العزيز : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ النحل 125]
ولما أرسل- عز وجل- موسى وهارون إلى فرعون قال : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44]
والنبي صلى الله عليه وسلم جاد بالحكمة وأمر أن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في صورة العصر وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1- 3]
فالداعي إلى الله- عز وجل- والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر ، وعليه أن يحتسب الأجر والثواب ، وعليه أيضا أن يتحمل ما قد يسمع أو ما يناله في سبيل دعوته ، وأما أن أ يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك أذى الناس ، أو مسلك التشويش ، أو مسلك الخلافات والنزعات وتفريق الكلمة هذه أصل دعوة الخوارج ، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح ، ينكرون الأمور التي لا يرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ، ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ، ومَنْ نهج منهجهم ، وجرى مجراهم. دعوةُ الصحابة بالحكمة والموعظة ، وبيان الحق ، والتحلي بالصبر ، واحتساب الأجر والثواب .
ودعوة الخوارج بقتال الناس ، وسفك دمائهم ، وتكفيرهم ، وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين ، هذه أعمال خبيثة ، وأعمال محدثة .
والأولى أن الذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانَبُونَ ، ويبعد عنهم ، ويساء بهم الظن ، هؤلاء فرَّقوا كلمة المسلمين ، الجماعة رحمة ، والفرقة نقمة وعذاب - والعياذ بالله- ، ولو اجتمع أهلُ البلد على الخير ، واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة ، وكان لهم هيبة.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع ، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على هذا مسلك بدعي ، ومسلك خبيث ومسلك- مثلما تقدم- جاء عن طريق الذين شقوا العصا ، والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان ، قاتلوه يريدون الإصلاح ، وهم رأس الفساد ، ورأس البدعة ، ورأس الشقاق ، فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين ، وهكذا أيضا حتى الذي يقول بها ويتبناها ويحسنها ، فهذا المعتقد سيئ ويجب أن يبتعد عنه .
واعلم أنه شخص ضار لأمته ولجلسائه ، ولمن هو من بينهم ، والكلمة الحق : أن يكون المسلم عاملَ بناء وداعيا إلى الخير ، ومتلمسا للخير تماما ، ويقول الحق ، ويدعو بالتي هي أحسن ، وباللين ، ويحسن الظن بإخوانه ، ويعلم أن الكمال مَنال صعب ، وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن لو ذهب هؤلاء لم يأت أحسن منهم ، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون سواء منهم الحكام أو المسؤولين ، أو طلبة العلم أو الشعب ، لو ذهب هذا كله ، شعب أي بلد ؛ لجاء أسوأ منه ، فإنه لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه ، فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات هذا إنسان ضال ، هؤلاء هم الخوارج ، هؤلاء هم الذين فَرقّوا كلمة الناس وآذوهم ، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة ، وسائر ألوان أهل الشر والبدع .
[مجلة سفينة النجاة العدد الثاني يناير 1997]
في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة ، وإنكار المنكر ، ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات ، وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي .
أ- نرجو بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة .
ب- نرجو توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال ، ومن يقول بها ويدعو إليها .
الجواب: الحمد لله ، معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله - " عز وجل- ، ولكن الله- جل وعلا- قال في محكم كتابه العزيز : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ النحل 125]
ولما أرسل- عز وجل- موسى وهارون إلى فرعون قال : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44]
والنبي صلى الله عليه وسلم جاد بالحكمة وأمر أن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في صورة العصر وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1- 3]
فالداعي إلى الله- عز وجل- والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر ، وعليه أن يحتسب الأجر والثواب ، وعليه أيضا أن يتحمل ما قد يسمع أو ما يناله في سبيل دعوته ، وأما أن أ يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك أذى الناس ، أو مسلك التشويش ، أو مسلك الخلافات والنزعات وتفريق الكلمة هذه أصل دعوة الخوارج ، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح ، ينكرون الأمور التي لا يرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ، ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ، ومَنْ نهج منهجهم ، وجرى مجراهم. دعوةُ الصحابة بالحكمة والموعظة ، وبيان الحق ، والتحلي بالصبر ، واحتساب الأجر والثواب .
ودعوة الخوارج بقتال الناس ، وسفك دمائهم ، وتكفيرهم ، وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين ، هذه أعمال خبيثة ، وأعمال محدثة .
والأولى أن الذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانَبُونَ ، ويبعد عنهم ، ويساء بهم الظن ، هؤلاء فرَّقوا كلمة المسلمين ، الجماعة رحمة ، والفرقة نقمة وعذاب - والعياذ بالله- ، ولو اجتمع أهلُ البلد على الخير ، واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة ، وكان لهم هيبة.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع ، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على هذا مسلك بدعي ، ومسلك خبيث ومسلك- مثلما تقدم- جاء عن طريق الذين شقوا العصا ، والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان ، قاتلوه يريدون الإصلاح ، وهم رأس الفساد ، ورأس البدعة ، ورأس الشقاق ، فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين ، وهكذا أيضا حتى الذي يقول بها ويتبناها ويحسنها ، فهذا المعتقد سيئ ويجب أن يبتعد عنه .
واعلم أنه شخص ضار لأمته ولجلسائه ، ولمن هو من بينهم ، والكلمة الحق : أن يكون المسلم عاملَ بناء وداعيا إلى الخير ، ومتلمسا للخير تماما ، ويقول الحق ، ويدعو بالتي هي أحسن ، وباللين ، ويحسن الظن بإخوانه ، ويعلم أن الكمال مَنال صعب ، وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن لو ذهب هؤلاء لم يأت أحسن منهم ، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون سواء منهم الحكام أو المسؤولين ، أو طلبة العلم أو الشعب ، لو ذهب هذا كله ، شعب أي بلد ؛ لجاء أسوأ منه ، فإنه لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه ، فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات هذا إنسان ضال ، هؤلاء هم الخوارج ، هؤلاء هم الذين فَرقّوا كلمة الناس وآذوهم ، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة ، وسائر ألوان أهل الشر والبدع .
[مجلة سفينة النجاة العدد الثاني يناير 1997]
ابوعبدالرحمن القرشي- فني
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 03/09/2009
رد: منهج الدعوة والحسبة بين أهل السنة وأهل البدعة
شكرا على الموضوع الرائع وسلمت يمينك وننتظر منك المزيد
رد: منهج الدعوة والحسبة بين أهل السنة وأهل البدعة
شكرا لك ماقصرت مواضيع حلوة جدا ومفيدة نتمنى ان تستمر بهذه الطريقة تحياتي لك
المحضار- فني
- عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 22/04/2009
العمل/الترفيه : مشرف منتدى الشعر الشعبي والمغتربين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى